يكفي بيانات.. حانت لحظة الحرية
بقلم/ حسين الصوفي
نشر منذ: 7 سنوات و 7 أشهر و 15 يوماً
الأحد 02 إبريل-نيسان 2017 12:03 ص


بالأمس أصدرت نقابة الصحفيين بياناً حول تدهور صحة الزميل المختطف توفيق المنصوري. لقد بلغ النقابة خبر تدهور حالة الصحفي توفيق المنصوري الصحية، وهو بالمناسبة أمر متوقع في ظل استمرار الاختطاف والتعذيب. ماذا نتوقع لهم في ظل وحشية بشعة وتعذيب موغل في الشدة والخسة والانتقام المكتظ بالحقد دون وجه حق!

وصل النقابة معلومات تفيد تدهور صحة الزميل توفيق!

وما لم يصل النقابة أن الزميل صلاح القاعدي لم يعد قادراً على السمع، وأن نظره يضعف مرة بعد أخرى، وأن الزميل أكرم الوليدي يعاني من تراكم أمراض منذ نحو سنة وأربعة أشهر، تقتضي حالته الصحية تدخل جراحي، لكن الحوثيين لم يستجيبوا للأطباء بإجراء عملية جراحية له! تدهورت حالته قبل أسبوع بشكل مخيف، فأخرجه الحوثيون إلى إحدى مستشفيات العاصمة في سيارة مدرعة وحراسة مشددة مكونة من أطقم عسكرية وقد قيدوا يديه وقدميه وشدوا وثاقه، ثم أعادوه دون إجراء العملية!

وما لم يصل النقابة حالة التسمم الغذائي الذي تعرض له الزملاء في السجن قبل أقل من شهر!

عصام بلغيث زارته أسرته وهو منهك للغاية، أخفى عنهم ما كان يعانيه من مرض. هشام اليوسفي اكتفى بأن يهدي أمه عقد مسبحة صنعه في زنزانته من بقايا "الكدم" عجنها ثم شكلها ثم أهداها لأمه!

هشام طرموم قال لقريبته: أي خدمات، ثم ابتسم وهي تغادر شبك الزيارة الأسبوعية، ودعها وهو يقول: "وحده السجين اليمني في العالم الذي يعرض خدماته".. ضحك هشام وأردف قائلا: "عندنا صبر .. ممكن نعطيكم"!

**

يسعى الزملاء بين الحين والآخر إلى إخفاء ما يتعرضون له.. يحاولون استغلال الدقائق التي تسمح لأهلهم بزيارتهم الأسبوعية في السؤال عن أمهاتهم وأبنائهم وإخوانهم وزوجاتهم، عن عافية أقاربهم المرضى وبعض حكايات العالم الخارجي المزدحم بالحياة والنسيان وما يلهو على جدران الزنازين!

لكن الشهر الماضي كان هو الأشق على زملائنا الأبطال.. لقد تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وأصعب الأيام هي التي أجبرتهم على البوح بهواجس الإرهاب الذي يتعرضون له، حتى قال أحدهم لأسرته: أوقفوا الزيارات، ربما لن تجدوننا الاسبوع المقبل!

 قالها كأنه ينتظر شراً يحاك لهم!

**

وضع زملائنا بالغ السوء.. هذا لا يحتاج إلى مزيد من الشواهد.. خرج أكرم القدمي شبه مشلول، وإن كنا لا نزال غير مدركين خطورة الأمر فعلينا أن نتواصل بأسر المختطفين الذين قتل أبناؤهم تحت التعذيب؛ جربوا أن تستمعوا لطفل كان يشتاق لحرية والده قبل أن يقتل الحوثيون والده تحت التعذيب الوحشي، ويدفنوا طفولة الصغير في كفن الأب المظلوم!

جربوا الاتصال بالصغار، واستمعوا لأنين طفل مقهور محترق القلب موجوع الفؤاد يكتوي كل يوم بالأنين وعذاب الجلاد الذي نقل موطئ زيارته لأبيه من قبو السجن إلى لحد المقبرة!

المختطفون ليسوا أرقاماً، ليس عبد الخالق وحده هو المختطف، بل إن عذاب الزنازين يكوي قلب أمه، تلك التي تكبدت عناء السفر من وصاب إلى صنعاء نحو سبع عشرة ساعة طمعاً في زيارة ولدها وفلذة كبدها، فحرموها من زيارته، لتمكث قرابة ستة أشهر ثم تعود منكسرة القلب، يسيل دمعها غزيراً لأنها ستقضي العيد الثالث بلا عبد الخالق. الأسرة كلها مختطفة.. الاطفال، الزوجات، الأقارب، الأصدقاء!

 الاختطاف جريمة بشعة لا يجوز أن تظل ضمن هوامش الاهتمام.

 

**

والحرية أولاً، هي قضيتنا ومهمتنا جميعاً، يجب ألا نكتفي بالبيانات، لم تجدِ البيانات نفعاً ولم نستطع تحويلها الى رقية لأمراض المختطفين!

بإمكان وزارة الإعلام تشكيل فريق حقوقي أو ما يشبه "غرفة عمليات" تهتم بتحريك ملف الصحفيين. أمام النقابة الكثير من المهام لإنقاذ الزملاء..

حتى اللحظة هناك استجابة من كل المؤسسات الصحفية في العالم، لكن هذه الاستجابة تظل دون الخطر المحدق بحياة الزملاء، لو أن النقابة شكلت فريقاً مع الوزارة وبعض المنظمات الصحفية كصحفيات بلا قيود، وحرية، ومركز الاعلام الاقتصادي، يمكنكم التحرك بفاعلية أكثر، قضية زملائنا عادلة وتحتاج لفريق جاد ومسؤول، فريق يبحث عن حريتهم أولا، فما أمراضهم سوى نتيجة واحدة عن جريمة الاختطاف.

يكفي بيانات يا أحبتنا وأساتذتنا، يكفي .. فقد حانت لحظة الحرية.

#الحرية_للصحفيين_المختطفين

#حرية_ولدي_أولا