الشيخ العميد الحسن أبكر
"حين يولد الرجل حرا ويحيا أبد الدهر محتفظا بحريته .."
يولد الرجال أحرار, ويظلون كذلك حتى تخضعهم ايامهم الطويلة وتحنكهم مخاضات زمنهم الصعب فيصبحون أشخاصا آخرين , أو هكذا تقول أبجديات علم النفس والاجتماع , بل وفي الحقيقة هكذا تقول أبجديات الفطرة الإنسانية التي أشار اليها الفاروق عمر في كلمته المشهورة "... وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " .
لكن الحرية هذه لا تموت ولا تخبو في كل النفوس وإن خبت وماتت في أغلبها , لأن ثمة نفوس عظيمة في هذا العالم تولد وتظل محتفظة بوهج الحرية الساطع فيها حتى النهاية . هذة الأنفس العظيمة هي قليلة قليلة حقا ومن حسن حظ زمناً ما أن توجد فيه نفس كهذه ..
وفي الحقية لن أبالغ لو قلت , أن زمننا نحن حظي برجال يملكون هذة النفوس المتفردة العظيمة التي لم يخبو فيها وهج الحرية قط , رغم كل أدوات الاستعباد التي يحاصرهم بها الزمن .., يحاصرهم بها في صورة فجة كانت او صورة مخادعة مخاتلة ..
قلت لن أبالغ ولم أكن موفقا بقولي ذلك إذ كان حري بي أن أقول لن أوفق حقا الى وصف هذة الشخصيات الكبيرة التي حظي بها زمننا وحظيت بها ارضنا المعجونة في البؤس والعناء من صرخة الميلاد حتى نفخة الوفاة ..
اقول لن أوفق لأنني سأتحدث عن إحدى هبات السماء لهذه الارض , وأحد عطايا الله لهذا الزمن . سأتحدث عن الشيخ العميد الحسن بن علي أبكر ومن ذا الذي لا يعرف الحسن ابكر ..
تذكره حين تتحدث عن السلام , فتلوح لك صورته وهو على أنقاض منزله الذي هدمته أيادي الانقلابين حقدا وظلما وهو يدعوهم للسلام ويناشدهم التوقف عن العبث بمقدرات البلاد وأرواح العباد . تذكره حين تتحدث عن التنمية فتلوح لك صورة مجتمعه البسيط الذي حوله في غضون بضع سنوات مجتمعا مثاليا في ابهى صور المثالية , مجتمع إفلاطونيا ملتزما من الطراز الأول , مجتمع أسسه حول داره المتواضعة ومدرسته التي أصبحت أحد ابرز النماذج العلمية في محافظة الجوف يل في الجمهورية اليمنية, أقول ذلك على إطلاع تام إذ ان بعض أقاربي كانوا أفرادا في هذا المجتمع الطموح الذي نشا في رعاية الشيخ العميد الحسن أبكر .
وقد بلغ من رقي هذا المجتمع الفتي البكر أن اصبح تقديس الأميين فيه للعلم كبيرة الى الدرجة التي جعلتهم يبذلون كل ما يستطيعون في سبيل دعم المدرسة أو إستقطاب مدرس . وأصبح فخر الرجال بعدد أبنائهم المتعلمين وفتياتهم المتعلمات أكثر من فخرهم بما يملكون وما يشيدون هذا ونحن نتحدث عن مجتمع نشا في صحراء ماضيها غارق في الثار والصراع وحاضرها زاخر بالتنافس على الأرض والزرع. ليس الأ فكيف أصبح هذا المجتمع البسيط مجتمعا مقدسا للعلم والنهضة والتنمية بهذة السهولة .. اليس بسبب نزرا من وهج الحرية الفطري الذي اشرق من نفس هذا الأب الكبير ..
تذكر الحسن بن علي أبكر حين تتحدث عن الخير فتلوح لك صورته يبذل كل ما يستطيع في سبيل النهوض بفرد أعجزه الزمن , ويبذل كل ما يستطيع لإكرام عزيز سحقته الفاقة والهبته لسعة الفقر , يبذل ابتسامته ليواسي دون حساب وأمواله ليعطي دون تقتير ..كل هذا لا يحدث الا من نفس عظيمة نفس احتفظت بالحرية الفطرية التي ولدت معها وظلت تعيش بها فألهمت المجتمع العيش بالحرية الفطرية ذاتها دون خضوع ودون ذل ...
لعل تعرجات الحديث ستطول بنا لو أننا أمعنا في تقليب صفحات سيرة هذا الرجل لكننا سنكتفي بالقول أنه ولد في إسرة متواضعة ونشأ نشأة متواضعة , ولد عن أب ثأر ضد ظلم الأئمة فورث الثورة في قلبه مرتبطة بالحرية متزوجة بالإرادة الصلبة والعزيمة الراسخة فخلقت في شخصيته هذة العظمة التي لن تجد لها في زمننا البائس مثالا ..
بداياته كنشأته متواضعة غاية التواضع , لم ينشأ في حضن الترف ولم يعش في قصور الرفاهية , ولد من رحم الصحراء ونشا فيها , لتكبر معه شمس الحرية , وحين تكبر شمس الحرية في قلب رجل نقي تستجلب له الأعداء من كل صوب , إذ أن الرغبة القوية في التجديد وصنع النهضة التي حدت بالشيخ الحسن بن علي أبكر ليوقف نفسه وممتلكاته في سبيلها ,خلقت حوله الحقاد الذين راو في مشروعه التجديدي النابع من رؤيته المتقدة للواقع الصعب والمستقبل المبهم خطرا ماحقا على مشاريعهم الكهنوتية والسلالية ,فتآلبوا عليه من كل حدب وصوب , حاربوا أفكاره وهاجموا شخصه , وحين أعياهم النيل منه جمعوا له كل قوتهم واحتشدوا بكل اسلحتهم فأحالوا ارضه ومجتمعه ومعها منزله ومنازل اقرباءه الى ركام , في معركة تجنبها الشيخ بصبر الحكماء وقاتل فيها في النهاية قتال الأبطال .. ليبذل في سبيل مشروعه النهضوي ورغبته في صنع السلام انفس ما يملك حتى فقد ولديه وبضعة نفر من عائلته وثلة من الرجال المقربين الذين صدقوا معهم عهده , وقاتلوا ببسالة الأبطال حتى النهاية ..
رغم ذلك لم يكتف هؤلاء الأوغاد بما صنعوه بالشيخ بل ظلوا يحيكون له الدسائس والمؤامرات حتى وصلوا الى حد الصاق تهمة الإرهاب به ..
الشيخ الذي بذل كل حياته مكافحا من اجل إحلال السلام , وزرع الأمل , وصناعة الخير , واستنهاض همم الشباب للعمل والشبيبة للعلم , أصبح في تصنيفهم الجائر إرهابيا بسبب دسائس ومؤامرات أعداءه في الداخل اعداءه الذين أعياهم النيل منه وهم يحاربونه بإسم الحرب على أمريكا , فلجأوا في النهاية الى أمريكا نفسها لتصنفه إرهابيا , مزجية بهذا التصنيف خدمة كبرى للمليشيات الإنقلابية التي لم نعرف الإرهاب الا منذ عرفناها ..
أن تصنيف كهذا جديرا بأن يراجع ويعاد النظر فيه , مرارا وتكرارا فالشيخ العميد الحسن بن علي أبكر , كما يعرفه الجميع أبا للخير ورمزا للسلام , وهو يمثلني ويمثل كل رجل مستنير يطمح الى النهضة ويسعى الى التجديد والتطور , ويرغب أن يعيش الجميع في سلام , إن الشيخ الحسن بن علي أبكر يمثل كل اليمنيين البسطاء والأحرار.. وتصنيفه إرهابيا هو تصنيف لملايين الرجال في الجمهورية اليمنية الذين يعدونه رمزا وأبا بالإرهاب ..
في النهاية هي بضعة كلمات تختزل كل شيء " إن الذين يملكون فكرا واعيا ليسوا إرهابيين , الإرهابيين هم من يملكون فكرا عبثيا كهنوتيا ويحاولون فرضه بالقوة , إن الذين يسعون للسلم بكل وسائلة ولا يدخلون الحرب الا مكرهين للدفاع عن أنفسهم ليسوا إرهابيين, الإرهابيين هم أولئك الذين يشعلون الحروب حيثما حلت ركائبهم, وإن من تفجر منازلهم وتدمر أراضيهم ويقتل أبنائهم ليسوا إرهابيين , الإرهابيين هم أولئك الذين فجروا هذه المنازل ودمروا الأراضي وقتلوا الناس " أرايتم هي ليست كلمات عبقرية لتصلح ان تكون خاتمة لهذة المقالة .. إنها مجرد كلمات بسيطة قد يقولها لكم أي طفل في هذا العالم ... لأنها الحقيقة والحقيقة سهلة دوما ... ويعرفها الجميع .... اقول الجميع ... بلا مواربة ...